منتدى مشكلـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حياة الانسان بين السلاح والدواء

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

حياة الانسان بين السلاح والدواء Empty حياة الانسان بين السلاح والدواء

مُساهمة من طرف فراشة المملكه الثلاثاء 21 أبريل - 15:31

حياة الانسان بين السلاح والدواء

حياة الانسان بين السلاح والدواء 222478


د. كميل موسى فرام - الدول النامية تقتل نفسها بسلاحين اثنين، الدواء والسلاح سواء بالتأثير المباشر لهما أو بالآثار المترتبة على كل منها، ومع كل أسف نجد تلك الدول قد رهنت مستقبلها بالاعتماد على استيراد هاتين السلعتين، حيث تشكل السلعتان المواد الأساسية المستوردة، اعتقادا أن النوم في حظيرة الدول الكبرى سوف يوفر الدفء والأمان، حيث لم تستوعب تلك الدول دروس التاريخ ومعاني الاستعمار، والتي تتلخص بحقيقة عنوانها أن ما يسمى المصالح المشتركة هو عنوان بروتوكولي لا يعني التساوي، بل يعني بصريح العبارة أن المصالح المشتركة هي طريق باتجاه واحد، يبدأ من الدول المصدرة ليلتهم خيرات الدول المستوردة التي تشغل نفسها بالتسلح، واستيراد المعرفة المقننة، دون محاولة المشاركة في صنع المعرفة فأضحت هذه الدول مسرحاً للتجارب .
والغريب أن سلاحي (الدواء، والسلاح) بينهما شبه عجيب، فالأول يستعمل كسلاح لقهر المرض والثاني كسلاح لقهر العدوان، كذلك فان الأول يعتبر سلعة لتجارة الموت والثاني سعلة لتجارة الحياة، وكلاهما يصنع في دول الغرب، ويجرب ويستهلك في الدول النامية، وينفق على كل منهما بلايين الدولارات في كل لحظة من حياة البشرية، تحت إدارة شركات جبارة تديرها قلوب من حديد، حتى لو أدى الأمر إلى الوصول لحقيقة مرة بتدمير البشرية، فأضحينا نشاهد سباق العظماء لامتلاك الأرض والبحر بل حتى الفضاء، حيث أصبح الحديث بينهم اليوم عن امتلاك الكواكب والنجوم.
إننا نقف محتارين عند الحديث عن السلاح خصوصاً عندما تنشر تقارير ترسانات الأسلحة في المعسكرين المتضادين، ولكن الأمر الأكثر حيرة أن هذا السباق في التسلح أصبح حكماً على دول العالم الثالث بما تضم من نزاعات وصراعات وخيرات تحتم عليها رفع درجة الاهبة والاستعداد للحرب في كل وقت دفاعا عن وجودها واستمراريتها أولا0
فمنذ فترة ليست قصيرة نشرت الصحافة خبراً يقول أن كلفة إنتاج أحدث طائرة أميركية بلغ ثمانمائة مليون دولار،وللمتأمل أن يتخيل الكم الهائل من تصنيع الطائرات وكلفتها وما يعني ذلك من ارقام وأموال تستطيع ان تغير حياة البشر اذا انفقت على التنمية وصحة الانسان..
ونشرت الوكالة الأمريكية لمراقبة التسلح ونزع السلاح تقريراً منذ فترة جاء فيه أن العالم انفق على السلاح حوالي ألفي مليون دولار وهو رقم خطير يبين مدى الخطر الفادح الذي يحيط بنا ناهيك عن الكلفة المرتفعة التي دفعها العالم ثمناً لغزو العراق وحرب طالبان في أفغانستان 0
إن الدول المتقدمة تصنع السلاح، وتطوره، وتصدره للعالم وللدول النامية بالسعر الذي تريد، لتحكم سيطرتها على الاقتصاد بالصورة التي تخدمها، حتى تعيش في رفاهية، و وهي على درجة من الحكمة لصنع النزاعات التي تقنع الدول بضرورة الحرب وعدم التباحث على الحلول بوسائل السلم، وإذا القينا نظرة على سماسرة السلاح فإننا نجدهم أغنياء، يبحثون عن مناطق العالم الملتهبة ويغرقونها بأحدث ما لديهم من وسائل تدمير البشرية السريعة، فتزداد جذوة النار اشتعالا ويزدادون ثراء وغنى.
وليس مصادفة ان نجد نار الحرب في كل مكان، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، على الارض والبحر وفي الفضاء، حيث أن هؤلاء السماسرة يستغلون حاجة الإنسان للاطمئنان والرغبة في صد العدوان ويسوقون لوهم أن امتلاك السلاح يعطي صاحبه شعوراً خفياً بالاطمئنان ومن خلال هذا الشعور تتكدس المخازن بالسلاح على حساب وسائل تقدم وراحة البشرية، مهما اشتد العوز، ومهما خوت البطون، حيث يطرب هؤلاء على طلقات المدافع وانين الجرحى، وتنام عيونهم قريرة على السنة اللهب المنبعث من نيران المعارك، وتسعد قلوبهم وهم يستحمون على ضفاف انهار الدماء التي تنزف، بينما المال بين أيديهم ورائحة اللحوم البشرية المشوية في أتون الحروب اللعينة في كل بقاع العالم البعيدة عنهم، ولكنهم يستمتعون بما يشاهدون من وقع لسلاحهم على الآخرين الذين ضاق بهم الفكر، وتجمدت عقولهم في أفق ضيق قصير مظلم، دون الاهتمام باعتبارات التنمية وهي مطلب انساني لجميع البشر وان اختلفت الوانهم او عقائدهم .. وحال شركات الدواء لا يختلف عن شركات السلاح، حيث يقف الطبيب حائراً هذه الأيام من كثرة العقاقير التي تزخر بها الصيدليات ليختار الدواء المناسب لمرضاه، حيث تجد شركات الدواء التي يخدمها جيش جرار من مندوبي الدعاية الأذكياء، يروجون لأي دواء يلقون به بين أحضان الطبيب، حتى يشفى المريض المسكين الذي يدفع كل ما يملك مقابل حياته بعيداً عن الأوجاع والآلام0
ولو تأملنا الأمر جلياً لوجدنا أمرا في بالغ العجب فالدواء الذي تلهج الألسنة باسمه وتتنافس شركات الدواء في الترويج له، وتتويجه في فترة ما ملكاً على كل الأدوية، نجده بعد حين قد سقط من فوق عرشه، وتنازل عن سلطانه لدواء آخر جديد بهتاف نفس المروجين والمالكين وهذا منطق التغير والاستمرارية، وما اغرب مثالاً حال هذه الأيام بالنسبة لبعض الأدوية التي كان لها مفعول السحر كالأسبرين والبنسلين عندما نجد أن البعض يحذر منها بالرغم من تاريخها المجيد العريق، والعمل المعجز الذي روج للهرمونات التعويضية في بداية تسعينات القرن الماضي، والتحذير منه هذه الأيام، ومفعول البطولة لحبوب الفياغرا وشاكلتها عندما ولدت، والتروي باستخدامها الآن، والكثير الكثير من مثل هذه النماذج.
ولأهمية الدواء ودوره المؤثر، وحاجة الإنسان الماسة له بعد انتشار وتزايد الإمراض المختلفة، فان شركات الدواء تفرض من الأسعار ما تريد، والمريض المحتاج عليه أن يدفع كل ما يملك والغريب أن مبرر زيادة الأسعار يسوق له بزيادة سعر البترول، ومع ذلك لم تنزل هذه الأسعار بعد نزول سعر البترول وهو أمر عجيب أحاول جاهداً أن استوعبه ومن في شاكلتي
أجد نفسي محتاراً امام سؤال يفرض نفسه باستمرار: ترى، هل نحن بحاجة إلى هذا الكم الهائل من الأدوية المتشابهة وغير المتشابهة التي تفرزها وتصنعها شركات الدواء صباح مساء؟ واعتقد أن الإجابة على السؤال تكون سهلة جداً لان أصول اللعبة تقتضي أن يكون السلوك هكذا، حيث ظهور الأدوية الجديدة بالأسواق وبالأسعار المفروضة علينا والتي تدغدغ فصول الصحة، هي الطريق الأوحد للربح السريع حيث يكون لها مفعول ساحر يطفئ بريق ما سبقها من دواء فنجد بالتالي أن شركات الدواء تحاصر المرضى حصاراً محكماً، عندما تمنيهم بالشفاء، وهي تدرك جيداً أنهم لن يضيقوا في ذلك، لا حباً لها، بل لأنهم يلهثون وراء السلامة.. وما اثمنها0 إن الدول النامية تعيش أسيرة لهؤلاء، ومسرحاً للتجارب، تجارب السلاح، وتجارب الدواء، وليس غريبا تزامن توسع الامبراطوريات الاستعمارية في القرن التاسع عشر مع ما حدث من تقدم علمي كبير في الطب خاصة مع اكتشاف الميكروبات التي لها دورها في الامراض المعدية مثل الكوليرا والسل وذلك ما اعطى المستعمِر احساسا اكبر بالتفوق والثقة المفرطة وحينها شاعت مقولة انه ينبغي لاسباب انسانية فرض الطب الغربي المتقدم على شعوب المستعمرات المختلفة وكان الغرب يرى ان فقرهذه الشعوب وجهلها هما السبب الوحيد الذي جعلها تصبح مرتعا للامراض وليس استغلالها واستنزاف ثرواتها ..! والحال لم يختلف في القرن الحادي والعشرين.
و المؤسف أن بعض المسوقين للعلاج قد فقدوا كل أشكال ومعاني الأخلاق عندما سمحوا لأنفسهم بتسويق السلع المزورة والمقلدة، فنجد تارة خبراً عن علاج وقد تغيرت تواريخ الصلاحية المثبتة على الغلاف بعد انتهاء الصلاحية الحقيقية، أو نجد علاجاً مزوراً تزويراً دقيقاً لعلاج أصلي قد يفوقه سعراً ولكنه مضر بالتأكيد و أنهي مقالتي حتى لا أفتح الجروح مع المحبة.
أ
فراشة المملكه
فراشة المملكه
مساعد المدير العام
مساعد المدير العام

انثى
عدد الرسائل : 235
العمر : 39
المفضل : الصراحه
جنسيتك : اردني
تاريخ التسجيل : 07/04/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حياة الانسان بين السلاح والدواء Empty رد: حياة الانسان بين السلاح والدواء

مُساهمة من طرف zaid malkawi الأربعاء 22 أبريل - 21:56

لا تعليق انتي مذهله

تقبلي مروري
zezo
zaid malkawi
zaid malkawi
الادارة
الادارة

ذكر
عدد الرسائل : 187
العمر : 34
الموقع : https://mallouh.hooxs.com
العمل/الترفيه : جامعي
المفضل : استعمال النت
جنسيتك : اردني
تاريخ التسجيل : 26/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حياة الانسان بين السلاح والدواء Empty رد: حياة الانسان بين السلاح والدواء

مُساهمة من طرف فراشة المملكه الخميس 23 أبريل - 14:09

تسلم
كلك زووووووووووووووووووووووووء
فراشة المملكه
فراشة المملكه
مساعد المدير العام
مساعد المدير العام

انثى
عدد الرسائل : 235
العمر : 39
المفضل : الصراحه
جنسيتك : اردني
تاريخ التسجيل : 07/04/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى